الحلقة الـ 56 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف يمكن أن نعاقب المراهق ونزرع الثقة في نفسه معاً ؟
..........................................
أن يتحمل المراهق نتيجة أفعاله.. هو أفضل أسلوب يمكن للآباء أن يربوا أبنائهم على أساسه ..لإنه يقودهم إلى النضج العقلي والإجتماعي .
هذا ما يؤكده علماء التربية النفسية لإنه يعود الأبناء المراهقين على تحمل مسؤلية تصرفاتهم..ويربي لديهم روح الإستقلال ..إلا أن ذلك أيضاً يعتمد على كيفية استخدام الآباء لهذا الأسلوب في التربية ..إذ قد يتحول الأمر بينهم بين أبنائهم إلى صراع وشجار لا يريده هؤلاء الآباء ويأتي بنتائج عكسية.
إذن هناك طريقة صحيحة تم تجريبها من قبل خبراء التربية وتمت الإستفادة منها وجاءت بالنتائج الإيجابية من خلال استخدام نتائج أفعال الأبناء لتقويم سلوكهم .
هذه الطريقة هي الطريقة الديمقراطية في استخدام النتائج الطبيعية والنتائج المنطقيه لتعديل سلوك الأبناء .
فالطريقة المتسلطة تخلق نوع سلبي من الصراع بين الآباء والأبناء نحو من هو الأقوى ..وقد يدفعهم ذلك الصراع إلى التمرد ..ولن يصل الآباء إلى الهدف من العقاب وهو تعديل سلوك الإبناء وتطور روح المسؤلية والإستقلاليه لديهم .
ونفس الأمر ينطبق على الطريقة المتساهلة .. لكن إذا استخدم الآباء الطريقة الديمقراطية فإنه سوف يخلقوا نوع من الصداقة والتفاهم والإحترام بينهم وبين أبنائهم..وستتاح الفرصة لإبنائهم لكي يتعلموا من أخطائهم ..ويتحملوا مسؤلية قراراتهم التي يختاروها من خلال عدة خيارات يضعها لهم آبائهم لتعديل سلوكهم..وسيخلق ذلك نوع من الحوار بينهم وبين أبنائهم..وسيدفع الأبناء إلى الجرأة الصحية لاكتشاف المزيد من أمور العالم حولهم .
و نتائج الأفعال التي يستخدمها الآباء لتقويم سلوك أبنائهم هي النتائج الطبيعية والنتائج المنطقية
إلا إني سأعطي مثال بسيط للنتائج الطبيعية وثم مثال آخر على استخدام النتائج المنطقية :
بالنسبة لاستخدام النتائج الطبيعية .. فهذا المثال سوف يوضح الصورة :
مراهق قالت له والدته أنها قد وضعت وقتاً محدداً لمن يريد أن يغسل ملابسه من أبنائها أو زوجها ..ثم بد أت الغسيل ..وجاء إبنها بقميصه يريدها أن تغسله ..عندئذ على الأم أن تستخدم النتيجة الطييعية لعدم التزام إبنها بما قالت .. بإن ترفض أن تغسل قميصه خلال ذلك اليوم وتتركه إلى اليوم التالي حتى لو كان بحاجة إليه .
أما عن النتائج المنطقية وكيفية استخدامها لتقويم سلوك المراهق ..فهذا المثال الذي سأطرحه سيوضح الأمر للآباء الذين لم تسنح لهم الفرصة لقراءة الحلقات السابقة :
إذا قالت الأم لابنتها أن عليها المجيء إلى البيت الساعة العاشرة مساء وجاءت الساعة الحادية عشر بدلاً من ذلك فإن على الابنة أن تدرك ببنها سوف تتحمل النتيجة المنطقية لتأخرها .. لأنها لم تنفذ وعدها لامها ..فتقوم الأم عند ذاك بحرمان ابنتها من مشاهدة حلقة مفضلة لها خلال اليوم أو من الخروج مع صديقاتها في يوم الإجازة القادم .
وهنا على أن أوضح أمراً هاماً .. وهو أن خبراء التربية يؤكدون أن عقاب النتائج المنطقية للأبناء المراهقين يجب أن يكون قصيراً . لإن تطويل مدة العقاب لا تؤدي إلى أهدافها الإيجابية في تنمية الإحساس بالمسؤولية في نفس الابن المراهق .. فهو بحاجة أن يكون لديه وقت ليتمرن على تنفيذ ما وعد به والد يه من تحسين سلوكه.. كما أن العقاب الطويل يخلق روح من التمرد والعصيان لدى المراهق ولا يصل بالوالدين إلى تعديل سلوك أبنائهم.. إلا في حالة تمادي الابن المراهق في إهماله لدروسه مثلاً على الرغم من حرمانه اسبوعاً من يوم إجازته ..فإن على والديه متفقان أن يوقعا عليه عقاب أشد قليلاً بإن يحرم أسبوعان من إجازته الاسبوعية .وهكذا يتدرج العقاب حتى يشعر الابن أن لا مفر له منا الالتزام بما وعد به والديه ..ولا ينسى الآباء توضيح سبب العقاب لإبنائهم..وماذا يتوقعون منهم ..ويحددون أهدافهم أمامهم في أنهم يريدون منهم أن يكونوا أصحاب شخصيات مستقلة ومسؤولة وناضجة ليصلوا الى النجاح والرضاء عن أنفسهم مستقبلاً .